ما هي القنطرة التي بين الجنة والنار

شارك :


سنتحدث بهذا المقال عن أحد الموضوعات التي تشغل عقل المسلم عند تدبره في معاني بعض الأقوال التي جاءت في أحاديث للنبي عليه الصلاة والسلام ، ومنها القنطرة التي بين الجنة والنار والتي وردت بأكثر من حديث للنبي عليه الصلاة والسلام ، ومن التعريفات التي جاءت للقنطرة التي بين الجنة والنار ، هي مكان يقتص فيه الناس من بعض قبل الدخول للجنة عن المظالم التي اقترفوها في الدنيا فسوف تتطاير الصحف ، ويقف الإنسان بين أيدي الله عزوجل ويمر على الصراط بجميع أهواله ، ويعتقد الإنسان إنه نجا ، وأنه على أبواب الجنة ، ولكنه يجد هذه القنطرة الخاصة بمظالم يوم القيامة ، حيث يحاسب فيها الناس بعضهم عن أخطائهم في حق بعضهم ، فتذكر قبل أن تخطيء بحق أحدهم أن الله سوف يقتص منك عند عبورك على هذه القنطرة ، واتقي الله ، وابتعد عن ظلم الناس لأن السيئات تذهب بالحسنات .

الحديث الاول عن القنطرة التي بين الجنة والنار

https://ensanyetnmlla.blogspot.com/2020/02/blog-post.html#

سنتناول الحديث الأول الذي جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام في الحديث عن القنطرة التي بين الجنة والنار مع شرحه بشكل مُبسط حتى يفهمه الناس ، من خلال معاني قريبة لهم وهو ، " يخلص المؤمنون من النار فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا ، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده ، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا " ، رواه البخاري [1]

معنى القنطرة في هذا الحديث

المقصود بالقنطرة هي جسر يصل بين الجنة والنار يقتص الناس من بعضهم فيه عن المظالم التي تعرضوا لها في الدنيا ، أي يقتص الشخص الذي تم الاعتداء عليه من المعتدي الذي قام بهذا الاعتداء ، أو من اغتاب شخص آخر وتحدث عنه بالسوء ، ونجد بهذا الحديث الشريف تحذير النبي عليه أفضل الصلاة والسلام من المظالم ، والتأكيد على عودة الحقوق لأصاحبها يوم القيامة .

ومعنى يخلص المؤمنون من النار ، هو خلاصهم من الصراط الذي يتصل بالنار ، وذلك دليل على اختلاف أحوال المؤمنون يوم القيامة ، فلو تخطوا جسر جهنم تم حسابهم على قنطرة تقع بين الجنة والنار ، وإذا تم إصلاح أحوالهم دخلوا الجنة خالدين فيها ، وقال بعض العلماء أن الجنة تلي الصراط أي بعد القنطرة وذلك بدلالة حديث البخاري .

ويمكن أن يكون ذلك القول فيمن دخل النار وأخرجه الرسول عليه الصلاة والسلام منها بشفاعته ، ثم مروره بالقنطرة ، وجاء حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم مؤكد لذلك وهو " أصحاب الجنة محبوسون على قنطرة بين الجنة و النار يسألون عن فضول أموال كانت بأيديهم " ، ولا يوجد تعارض بين هذا الحديث و بين حديث البخاري الذي جاء عن الرسول الكريم ، ولكن يختلف الحديثان في المعنى لوجود اختلاف أحوال الناس والعباد ، فطريق الجنة مبسوط على اليمين واليسار ، ولكن ذلك يكون لمن يُحبس على القنطرة و لم يدخل إلى النار ويخرج منها بعد ذلك ، فيتم طرحه على أبواب الجنة .

ويمكن أن يحتمل هذا القول الجميع ، فلو وصلت بهم الملائكة حتى أبواب الجنة ، عرف كل منهم بمكانه في الجنة ومنزلته التي حددها له الله سبحانه وتعالى ، وذلك في قول الرسول الكريم ، " ويدخلهم الجنة عرفها لهم " ، ويقول الفقهاء في أمور الدين أن أهل الجنة لو دخلوا للجنة سيقال لهم تفرقوا إلى مواضعكم ، لأنهم يعرفونها جيداً . [2]

حديث آخر عن القنطرة التي بين الجنة والنار


وهو قول الرسول عليه الصلاة والسلام"، فمن مر على الصراط دخل الجنة ، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار ، فيقتص لبعضهم من بغض ، فإذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

شرح حديث القنطرة بين الجنة والنار

في قول النبي الكريم " فمن مر على الصراط دخل الجنة ، فإذا عبروا عليه وقفوا على قنطرة بين الجنة والنار " ، أي أن الناس بعد نجاتهم من المرور بالصراط الذي قبل الجنة مهما كان طويل أو قصير بالنسبة لهم ، أو السرعة أو البطء في العبور ، سوف يقفون على تلك القنطرة التي تقع ما بين الجنة والنار ، أما أصل القنطرة في الكلام فهي المكان المتواجد بين اثنين من الحواجز ، أو بين اثنين من البحار مثل الساحل ، أو ما إلى ذلك .

ويمكن أن تكون هذه القنطرة واسعة بحيث تتسع للمؤمنين حتى يتمكنون من العبور عليها بأعدادهم الكبيرة ، حتى يتم محاسبتهم وهم واقفون عليها ، وذلك من خلال الحساب بينهم والقصاص من المظالم التي سببوها لبعضهم في الحياة الدنيا ، حتى لا يكون بداخل أي شخص حقد بقلبه بعد دخوله للجنة ، بحيث لا يدخلون الجنة سوى من خلال النفوس الطيبة ، والقلوب الخالية من الضغائن ، والأحقاد والكره الذي قد يكنه أحدهم لغيره من المؤمنين .

ويُعتبر ذلك لحكمة من الله عزوجل، بحيث لا يدخل الجنة سوى المهذبة قلوبهم والنقية ، وذلك لما جاء في الآية الكريمة ، " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ "، بمعنى زوال الغل من قلوبهم ، ويصبحون إخوة ومتحابين في الله سبحانه وتعالى . [3]

فهذه الأمور الغيبية يجب أن يعتقد فيها المسلم ، لأن دلالتها واضحة في الكتاب الكريم وفي السنة النبوية الشريفة ، ولابد أن تقع ويجب التصديق بها حتى يتم تلافي الوقوع في الخطأ مما يستوجب العقاب في الآخرة ، فالذي يؤمن بالصراط وبالقنطرة سوف يسلكه ، ويمر به ويدخل الجنة من أوسع أبوابها ، لو نزع المظالم من قاموسه ، ونزع الحقد والغل من قلبه ، واتقى يوم يرجع فيه لله سبحانه وتعالى .


.
القنطرة بين الجنة والنار
سورة محمد ، اية 6
سورة الاعراف ، اية 43
شارك :
Next
This is the most recent post.
Previous
رسالة أقدم

احاديث نبوية

اسلاميات

الجنة

النار

سؤال وجواب

ما

Post A Comment:

0 comments: